إن
الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال
علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه
يحبهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد
علي بن أبي طالب
يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.. حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..
في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..
ووقف الرسول يعجن ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..
وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة
والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة
رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه
ولا تثريب..
تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا:
" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود..
والمقداد بن الأسود، هو بطلنا هذا المقداد بن عمرو كان قد حالف في
الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى
اذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو بن سعد..
والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه،
حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، فيس شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!
ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..
يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.. حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..
في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..
ووقف الرسول يعجن ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..
وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة
والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة
رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه
ولا تثريب..
وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن
يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة،
ويسهم في تشكيل ضميرها.
ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد
كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..
ثم تقدم المقداد وقال:
" يا رسول الله..
امض لما أراك الله، فنحن معك..
والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى
اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..
بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!
والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى
تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله
لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن
دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات
الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع
القول لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!
أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:
" يا رسول الله..
لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. والذي عثك
بالحق.. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل
واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..
انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..
وامتلأ قلب الرسول بشرا..
وقال لأصحابه:" سيروا وأبشروا"..
والتقى الجمعان..
وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو، ومرثد بن
أبي مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين
ابلا..
**
ان كلمات المقداد التي مرّت بنا من قبل، لا تصور شجاعته فحسب، بل تصور لنا حكمته الراجحة، وتفكيره العميق..
وكذلك كان المقداد..
كان حكيما أريبا، ولم تكن حمته تعبّر عن نفسها في مجرّد كلمات، بل هي
تعبّر عن نفسها في مبادئ نافذة، وسلوك قويم مطرّد. وكانت تجاربه قوتا
لحكته وريا لفطنته..
ولاه الرسول على احدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبي:
" كيف وجدت الامارة"..؟؟
فأجاب في صدق عظيم:
" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..
والذي بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..
واذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون..؟
واذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون..؟
رجل لا يخدع عن نفسه، ولا عن ضعفه..
يلي الامارة، فيغشى نفسه الزهو والصلف، ويكتشف في نفسه هذا الضعف، فيقسم
ليجنّبها مظانه، وليرفض الامارة بعد تلك التجربة ويتتحاماها.. ثم يبر
بقسمه فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!
لقد كان دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله.. هوذا:
" ان السعيد لمن جنّب الفتن"..
واذا كان قد رأى في الامارة زهوا يفتنه، أو يكاد يفتنه، فان سعادته اذن في تجنبها..
ومن مظاهر حكمته، طول أناته في الحكم على الرجال..
وهذه أيضا تعلمها من رسول الله.. فقد علمهم عليه السلام أن قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر حين تغلي..
وكان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس الى لحظة الموت، ليتأكد أن هذا
الذي يريد أن يصدر عليه حكمه لن يتغير ولن يطرأ على حياته جديد.. وأي
تغيّر، أو أي جديد بعد الموت..؟؟
وتتألق حكمته في حنكة بالغة خلال هذا الحوار الذي ينقله الينا أحد أصحابه وجلسائه، يقول:
" جلسنا الى المقداد يوما فمرّ به رجل..
فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى اله عليه وسلم..
والله لوددناةلو أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فأقبل عليه المقداد وقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف
كان يصير فيه؟؟ والله، لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم
الله عز وجل على مناخرهم في جهنم. أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا
بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..
حكمة وأية حكمة..!!
انك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله، الا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..!
ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية..
ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم..
ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين.
وأليس من الخير اذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الاسلام، فأخذه صفوا عفوا..
هذه نظرة المقداد، تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه، وتجاربه، وكلماته، كان الأريب الحكيم..
**
وكان حب المقداد للاسلام عظيما..
وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما..
والحب حين يكون عظيما وحكيما، فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا، لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته..
والمقداد بن عمرو من هذا الطراز..
فحبه الرسول. ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع
في المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول
الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا مهنّده وحسامه..!!
وحبه للاسلام، ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه..
خرج يوما في سريّة، تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره
بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا، فخالفه،
فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، أ، لعله لا يستحقها على الاطلاق..
فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح، فسأله، فأنبأه ما حدث
فأخذ المقداد بيمينه، ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له:
" والآن أقده من نفسك..
ومكّنه من القصاص"..!!
وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح، وانتشى المقداد بعظمة الموقف،
وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول وكأنه يغني:
" لأموتنّ، والاسلام عزيز"..!!
أجل تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على
تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه
الصلاة والسلام:
"ان الله أمرني بحبك..
وأنبأني أنه يحبك"...
الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال
علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه
يحبهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد
علي بن أبي طالب
يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.. حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..
في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..
ووقف الرسول يعجن ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..
وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة
والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة
رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه
ولا تثريب..
تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا:
" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود..
والمقداد بن الأسود، هو بطلنا هذا المقداد بن عمرو كان قد حالف في
الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى
اذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو بن سعد..
والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه،
حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، فيس شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!
ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..
يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.. حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..
في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..
ووقف الرسول يعجن ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..
وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة
والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة
رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه
ولا تثريب..
وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن
يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة،
ويسهم في تشكيل ضميرها.
ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد
كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..
ثم تقدم المقداد وقال:
" يا رسول الله..
امض لما أراك الله، فنحن معك..
والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى
اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..
بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!
والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى
تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله
لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن
دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات
الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع
القول لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!
أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:
" يا رسول الله..
لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. والذي عثك
بالحق.. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل
واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..
انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..
وامتلأ قلب الرسول بشرا..
وقال لأصحابه:" سيروا وأبشروا"..
والتقى الجمعان..
وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو، ومرثد بن
أبي مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين
ابلا..
**
ان كلمات المقداد التي مرّت بنا من قبل، لا تصور شجاعته فحسب، بل تصور لنا حكمته الراجحة، وتفكيره العميق..
وكذلك كان المقداد..
كان حكيما أريبا، ولم تكن حمته تعبّر عن نفسها في مجرّد كلمات، بل هي
تعبّر عن نفسها في مبادئ نافذة، وسلوك قويم مطرّد. وكانت تجاربه قوتا
لحكته وريا لفطنته..
ولاه الرسول على احدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبي:
" كيف وجدت الامارة"..؟؟
فأجاب في صدق عظيم:
" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..
والذي بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..
واذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون..؟
واذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون..؟
رجل لا يخدع عن نفسه، ولا عن ضعفه..
يلي الامارة، فيغشى نفسه الزهو والصلف، ويكتشف في نفسه هذا الضعف، فيقسم
ليجنّبها مظانه، وليرفض الامارة بعد تلك التجربة ويتتحاماها.. ثم يبر
بقسمه فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!
لقد كان دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله.. هوذا:
" ان السعيد لمن جنّب الفتن"..
واذا كان قد رأى في الامارة زهوا يفتنه، أو يكاد يفتنه، فان سعادته اذن في تجنبها..
ومن مظاهر حكمته، طول أناته في الحكم على الرجال..
وهذه أيضا تعلمها من رسول الله.. فقد علمهم عليه السلام أن قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر حين تغلي..
وكان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس الى لحظة الموت، ليتأكد أن هذا
الذي يريد أن يصدر عليه حكمه لن يتغير ولن يطرأ على حياته جديد.. وأي
تغيّر، أو أي جديد بعد الموت..؟؟
وتتألق حكمته في حنكة بالغة خلال هذا الحوار الذي ينقله الينا أحد أصحابه وجلسائه، يقول:
" جلسنا الى المقداد يوما فمرّ به رجل..
فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى اله عليه وسلم..
والله لوددناةلو أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فأقبل عليه المقداد وقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف
كان يصير فيه؟؟ والله، لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم
الله عز وجل على مناخرهم في جهنم. أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا
بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..
حكمة وأية حكمة..!!
انك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله، الا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..!
ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية..
ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم..
ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين.
وأليس من الخير اذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الاسلام، فأخذه صفوا عفوا..
هذه نظرة المقداد، تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه، وتجاربه، وكلماته، كان الأريب الحكيم..
**
وكان حب المقداد للاسلام عظيما..
وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما..
والحب حين يكون عظيما وحكيما، فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا، لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته..
والمقداد بن عمرو من هذا الطراز..
فحبه الرسول. ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع
في المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول
الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا مهنّده وحسامه..!!
وحبه للاسلام، ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه..
خرج يوما في سريّة، تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره
بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا، فخالفه،
فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، أ، لعله لا يستحقها على الاطلاق..
فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح، فسأله، فأنبأه ما حدث
فأخذ المقداد بيمينه، ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له:
" والآن أقده من نفسك..
ومكّنه من القصاص"..!!
وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح، وانتشى المقداد بعظمة الموقف،
وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول وكأنه يغني:
" لأموتنّ، والاسلام عزيز"..!!
أجل تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على
تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه
الصلاة والسلام:
"ان الله أمرني بحبك..
وأنبأني أنه يحبك"...
عدل سابقا من قبل حفيد الشاعر نزار قباني في 2010-04-29, 5:56 pm عدل 1 مرات
2013-02-20, 10:40 pm من طرف محمد ال الحسني
» صباح الخير .... صبااااااح الابداع .......
2013-02-20, 3:30 pm من طرف محمد ال الحسني
» مساء الخير
2013-01-26, 2:15 am من طرف محمد ال الحسني
» الاجهاض
2012-05-24, 11:12 pm من طرف قبر يضمني ولا ولد يذلني
» كل عام وانتم بخير
2012-02-05, 1:01 am من طرف اميرة الاحزان
» صباح الخير عالجميع
2011-10-02, 12:39 pm من طرف محمد ال الحسني
» كتاب "عالم بلا إسلام
2011-07-18, 7:22 pm من طرف أبو بكر المنوفى
» كفاك فخراً أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم
2011-07-11, 3:03 pm من طرف محمد ال الحسني
» منتدى فش خلقك ...
2011-05-01, 2:57 pm من طرف محمد ال الحسني
» فاتورة الهاتف في سوريا
2011-03-24, 2:28 am من طرف Hummam
» النداء ب يا محمد
2011-02-26, 1:17 pm من طرف محمد ال الحسني
» صفات حور العين
2011-02-26, 1:12 pm من طرف محمد ال الحسني
» في مدح النبي الاعظم سيدنا محمد صلى الله عليه
2011-02-24, 9:44 pm من طرف lolo
» ♥♥♥أفلا يستحق الحب ♥♥ مـכـمد رسـول اللـًّﮧ ♥♥♥
2011-02-24, 9:13 pm من طرف lolo
» وصف سيدنا محمد عليه الصلاةوالسلام
2011-02-22, 12:32 pm من طرف ليليان
» أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
2011-02-22, 3:01 am من طرف lolo
» لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ..مؤثر جدا ..
2011-02-22, 3:00 am من طرف lolo
» عائشة بنت الصديق
2011-02-21, 9:36 pm من طرف محمد ال الحسني
» خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية
2011-02-21, 9:35 pm من طرف محمد ال الحسني
» يا رسول الله عذرا
2011-02-21, 9:33 pm من طرف محمد ال الحسني
» العشرة المبشرين بالجنة
2011-02-21, 9:32 pm من طرف محمد ال الحسني
» مزاح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
2011-02-21, 9:28 pm من طرف محمد ال الحسني
» رملة بنت أبي سفيان (الوافية لدينها)
2011-02-21, 9:28 pm من طرف محمد ال الحسني
» صفية بنت حيي (الحليمة العاقلة الفاضلة )
2011-02-21, 9:16 pm من طرف محمد ال الحسني
» زينب بنت خزيمة الهلالية
2011-02-21, 9:15 pm من طرف محمد ال الحسني
» زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
2011-02-21, 9:15 pm من طرف محمد ال الحسني
» زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
2011-02-21, 9:14 pm من طرف محمد ال الحسني
» زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
2011-02-21, 9:13 pm من طرف محمد ال الحسني
» العشرة المبشرين بالجنة
2011-02-21, 9:12 pm من طرف محمد ال الحسني
» عــــام الفـــــــــــــــــــــــيل
2011-02-21, 9:10 pm من طرف محمد ال الحسني
» علاج رسول الله صلى الله عليه وسلم لمشكلة العنف .
2011-02-21, 9:08 pm من طرف محمد ال الحسني
» زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم12
2011-02-21, 9:07 pm من طرف محمد ال الحسني
» مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الْجَنَّةُ
2011-02-21, 9:05 pm من طرف محمد ال الحسني
» فضل سيدتنا عائشة عند الرسول
2011-02-21, 9:05 pm من طرف محمد ال الحسني
» نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنقوم بإحياء سنته وذلك بكتابة سنة واحدة كل يوم
2011-02-21, 9:02 pm من طرف محمد ال الحسني
» هذا هو حالنا بالمواقع والمنتديات
2011-02-18, 6:10 pm من طرف محمد ال الحسني
» صرخة في وجه فلنتاين
2011-02-17, 5:03 pm من طرف محمد ال الحسني
» هاااااااااااام جداااا لجميع الاعضاء ... ادخلوا هون
2011-02-17, 2:18 pm من طرف ليليان
» مشكله أتعبتنا أسمها ((كلام الناس ))
2011-02-10, 3:14 am من طرف أمين
» الكل منافق ..الكل مغتاب بالمنتدى موضوع للمناقشة لمن يملك الجرأة
2011-02-10, 3:10 am من طرف أمين
» أسعـدُ امـرأةٍ في العـالـم (1 ) د/ عائض القرني
2011-02-09, 11:31 pm من طرف lolo
» ترقية ..... ترقية .... هام بادارة الموقع
2011-02-09, 12:17 pm من طرف محمد ال الحسني
» كيفيه وضع الصور في المواضيع
2011-02-09, 3:36 am من طرف محمد ال الحسني
» رفعت عيني بعد ما دمعت..
2011-02-09, 2:40 am من طرف محمد ال الحسني
» قوانين ساحه التبادل الاعلاني بين المنتديات
2011-02-08, 3:23 pm من طرف محمد ال الحسني
» تسلم ايديك يابيلو
2011-02-07, 2:06 pm من طرف حسناء الشام
» لـلـحـب مـقـامـــاتـ
2011-02-01, 9:19 pm من طرف lolo
» عشر وصايا للفتاة التي تعاني من الفراغ العاطفي
2011-01-29, 9:27 pm من طرف محمد ال الحسني
» الأقدار سيدة الأوجاع....
2011-01-29, 5:36 pm من طرف محمد ال الحسني
» ♥ ♥ روؤيـآ و بصيــص امـل ..~
2011-01-27, 7:00 pm من طرف lolo
» قطرات لا غنى عنها ..............
2011-01-27, 5:36 pm من طرف lolo
» فاجعة في يوم زواجها
2011-01-27, 5:21 pm من طرف lolo
» هل تعتقدون أن الحجاب للمرأة فقط
2011-01-27, 5:17 pm من طرف محمد ال الحسني
» أهلا وسهلا بكم في ناشرون ... nasheron
2011-01-27, 4:51 pm من طرف soso
» كان نفسي اعرف
2011-01-27, 4:47 pm من طرف soso
» لحظة لو سمحت..!
2011-01-27, 4:28 pm من طرف حسناء الشام
» أمثال عالمية
2011-01-27, 4:27 pm من طرف محمد ال الحسني
» كلمــــات.................كلمــــات
2011-01-22, 7:33 pm من طرف ameensaad
» يارب ان ضاقت قلوب الناس..............
2011-01-17, 5:08 pm من طرف ameensaad
» الطمع
2011-01-17, 4:45 pm من طرف ameensaad
» القلب
2011-01-06, 2:00 am من طرف أمين
» عندما ينكسر القلم..ولايبقى سوا الالم::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
2011-01-05, 2:12 pm من طرف lolo
» رسالـــــــــــــــة اكثر من رائعــــــــــــــــــــــــــــه ........................
2011-01-05, 2:09 pm من طرف lolo
» بيان حكم تهنئة المشركين بأعيادهم
2011-01-05, 2:06 pm من طرف lolo
» كلام ررررررررررررروعه
2010-12-18, 3:07 am من طرف ameensaad
» صباح الخير
2010-11-28, 3:30 am من طرف ghazal
» أدعية الأنبياء عليهم السلام
2010-11-25, 5:37 am من طرف ameensaad
» رائعة لسيدنا داوود
2010-11-25, 5:34 am من طرف ameensaad
» خالد حربى التهمة رجل
2010-11-25, 5:25 am من طرف ameensaad
» مفتاح الحياة
2010-11-14, 12:08 pm من طرف ameensaad
» الحب فى الزمن الحزين
2010-11-14, 11:57 am من طرف ameensaad
» دعاء
2010-11-03, 9:24 pm من طرف ameensaad
» كلام معبر
2010-11-03, 9:17 pm من طرف ameensaad
» هل أنت من محبي المال ؟؟؟؟أم لا .........
2010-11-01, 4:46 pm من طرف lolo
» دعاء
2010-10-30, 7:51 pm من طرف ameensaad
» من أقوال الحسن البصري
2010-10-30, 7:31 pm من طرف ameensaad
» الشفاء بالصلاة
2010-10-30, 5:10 pm من طرف ameensaad
» برنامج الورد اليومي ...... جربه مالك خسران شي
2010-10-27, 9:58 pm من طرف محمد ال الحسني
» معلومات طريفة
2010-10-26, 8:57 pm من طرف محمد ال الحسني
» دعاء الصباح
2010-10-23, 3:15 pm من طرف ameensaad
» النوافل التي حفظها ابن عمر من النبي صلى الله عليه وسلم
2010-10-21, 3:42 pm من طرف محمد ال الحسني
» حلوة
2010-10-10, 11:50 pm من طرف محمد ال الحسني
» اللهم نجنا من شره.......
2010-10-10, 11:48 pm من طرف محمد ال الحسني
» أجيبي عن الأسئلة التالية
2010-10-10, 11:47 pm من طرف ameensaad
» أدق طريقة لحساب الوزن المثالي للجسم
2010-10-07, 2:56 pm من طرف محمد ال الحسني
» اذا اردت الحياه وليست اي حياه
2010-10-05, 11:47 pm من طرف ameensaad
» **إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ **
2010-10-05, 9:21 pm من طرف ameensaad
» مع الله انسى الحزن
2010-10-02, 3:37 pm من طرف ameensaad
» طاعة الزوج
2010-10-01, 4:37 pm من طرف محمد ال الحسني
» أسعـدُ امـرأةٍ في العـالـم (5 ) د/ عائض القرني
2010-09-30, 8:11 pm من طرف joelle
» أسعـدُ امـرأةٍ في العـالـم (4 ) د/ عائض القرني
2010-09-30, 8:08 pm من طرف joelle
» أسعـدُ امـرأةٍ في العـالـم (3 ) د/ عائض القرني
2010-09-30, 8:00 pm من طرف joelle
» أسعـدُ امـرأةٍ في العـالـم (2 ) د/ عائض القرني
2010-09-30, 7:56 pm من طرف joelle
» سيّدة عجوز ذكيّة حكيمة يحبّها زوجها كـثيراً
2010-09-30, 7:45 pm من طرف joelle
» السبيل المختصرة إلى قلب زوجك
2010-09-30, 7:43 pm من طرف joelle
» مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
2010-09-30, 7:29 pm من طرف alhabibakram
» النبي صلى الله عليه وسلم
2010-09-30, 7:20 pm من طرف alhabibakram
» أحاديث رسول الله
2010-09-30, 7:10 pm من طرف joelle
» الأحاديث الأربعون النووية (5) للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي
2010-09-30, 5:52 pm من طرف محمد ال الحسني